أهمية سجود التلاوة

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أفضل الخلق سيدنا محمد وعلى آله وكل اتباعه

أهمية سجود التلاوة:

دليل مشروعيته من الكتاب والسنة

في القرآن الكريم:

يوبخ الله تعالى من لا يسجدون عند سجود التلاوة وينتقصهم.

 قال تعالى: وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ سورة الانشقاق، اية 21

وقال في اية آخرى: ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ۩ سورة الفرقان اية 60

يمدح الله تعالى عباده المقربين من الملائكة حيث قال في حقهم في محكم تنزيله:

إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ۩ سورة الأعراف اية 206

وقال تعالى في حق عباده من الإنس:

إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا سورة مريم اية 58

في السنة:

عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة التي فيها السجدة فيسجد، ونسجد معه، حتى ما يجد أحدنا مكانا لموضع جبهته.رواه البخاري ومسلم

وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد، وسجد معه المؤمنون والمشركون والجن والإنس، إلا أمية بن خلف فأخبر ابن مسعود أنه رأه بعد ذلك ببدر قُتل كافرًا.

عن ابن عمر رضى الله عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن، فإذا مر بالسجدة كبر، وسجد وسجدنا معه (رواه الامام ابي داود في سننه)

عن ابي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، وفي رِوايَةِ أبِي كُرَيْبٍ: يا ويْلِي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ. وفي رواية: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ (صحيح مسلم).

الحكم الشرعي لسجود تلاوة القرآن الكريم:

عند الجمهور: هي سنة مؤكدة. والدليل في ذلك ما رواه زيد بن ثابت رضى الله عنه، قال:

قرأتُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (النَّجْمَ) فلم يسجُدْ فيها (رواه الخمسة الا ابن ماجه).

لذلك فإن إجماع الصحابة يثبت أن حكم السجود لا يمكن أن يكون إلا الندب

وروى الأثرم انّ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، قَرَأَ يَومَ الجُمُعَةِ علَى المِنْبَرِ بسُورَةِ النَّحْلِ حتَّى إذَا جَاءَ السَّجْدَةَ نَزَلَ، فَسَجَدَ وسَجَدَ النَّاسُ حتَّى إذَا كَانَتِ الجُمُعَةُ القَابِلَةُ قَرَأَ بهَا، حتَّى إذَا جَاءَ السَّجْدَةَ، قالَ: يا أيُّها النَّاسُ إنَّا نَمُرُّ بالسُّجُودِ، فمَن سَجَدَ، فقَدْ أصَابَ ومَن لَمْ يَسْجُدْ، فلا إثْمَ عليه ولَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه. (رواه البخاري)

عند الحنفية: السجود واجب على القارئ والمستمع، ويستدلون بحديث: «السجدة على من سمعها، وعلى من تلاها» قال عنه الزيلعي: حديث غريب

ويستدلون كذلك بقواه تعالى: وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ “سورة الانشقاق، اية 21

وهذا التأنيب من الله تعالى هو الدليل الواضح على الوجوب.

ووفقاً لهذا المذهب، يبقى السجود واجبا خارج الصلاة، ولو لفترة معينة بعد القراءة.

مسألة:

لمن يشرع السجود؟

عند المالكية والحنابلة: يشرع للقارئ والمستمع فحسب، وروي ذلك عن عثمان وابن مسعود وعمران بن حصين رضي الله عنهم.

عند المالكية:

لا تجوز سجدة التلاوة في صلاة الجنازة أو خطبة الجمعة (مكروه).

لا تجوز سجدة التلاوة في أوقات النهي عن صلاة السنة وأوقات الكراهة المنصوص عليها في المذهب المالكي.

لا يلزم عند سجود التلاوة:

1 النية

2 التشهد والتسليم

هذا رأي المالكية والنخعي والحسن وسعيد بن جبير ويحيى بن ثابت.

رأي المالكية قريب من الحنفية

يقولون إنها سجدة واحدة، بدون تكبيرة إحرام، ولا تسليم.

يكبر الإنسان عند السجود والرفع منه.

وهاتان التكبيرتان سنة مستحبة.

والجلوس حتى الاطمئنان عند الرفع من سجود التلاوة مستحب.

أثناء السجود، يقول نفس صيغ الصلاة، ويمكن إضافة أحد الصيغ التالية أو كليهما:

الدعاء الاول عند سجود التلاوة:

” سَجَدَ وَجْهِيَ لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَ شَقَّ سَمْعَهُ وَ بَصَرَهُ بحَوْلِهِ وَ قُوَتِهِ, فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ

الدعاء الثاني:

اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بهَا عِنْدَكَ أَجْراً, وضَعْ عَنِّي بهَا وِزْراً, واجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْراً, وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ

مسألة:

ما حكم من نسي سجود التلاوة عند المالكية؟

من تجاوز السجود بقراءة آية أو اثنتين يسجد حين يتذكر، ومن تجاوزها طويلا فيعيد تلاوة الآية.

هذا يخص الفذ خارج الصلاة.

ويسجد لها ما لم يركع، وإن ركع يستحب له استئناف قراءة الآية في الركعة الثانية.

وهذه القاعدة تخص الصلاة الواجبة والنافلة.

مسألة للمرأة المسلمة:

لابد من مراقبة بعض الآداب عند تلاوة القرآن وعند سجوده لزيادة مرضاة الرب الثواب.

ومن بينها ستر العورة، والوضوء والغسل، واستقبال القبلة، واحترام أحكام التلاوة. 

ويستحسن أن تلبس المرأة الحجاب عند تلاوة القرآن وتتجه نحو القبلة.

ولكن لا يوجد مانع شرعي من قراءة القرآن بغير حجاب وهي في بيتها، ولا في عدم مواجهة القبلة.

والله اعلم.

العبد الفقير الى الله تعالى محمد المنصور المحي الدين التجاني

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي