بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
في الآية 55 من سورة هود
في الآية 55 من سورة هود: ” لا يكون إلا ما سبق في علم الله وجوده “
سئل سيدنا رضي الله عنه عن قوله تعالى : [ فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون] . هود.
فأجاب رضي الله عنه :”
اعلم أن سيدنا هودا عليه السلام يريد بهذا أنكم و إن فعلتم ما فعلتم و مكرتم ما عسى أن تمكروا؟ ، أو توجهتم بقوة هممكم إلى أي أمر تريدونه قليلا أو كثيرا جليلا أو حقيرا لم تخرجوا في ذلك كله عن قبضة الله سبحانه و تعالى .
و لن تفعلوا إلا ما سبق في مشيئته و علمه و لا سبيل لكم إلى شيء سوى ذلك ، و لن تجدوا إلى سوى ذلك حولا و لا قوة ، و لا فيكم حركة و لا خطورة و لا توجه عزم إلا بالله عز و جل و من الله عز و جل ، و مصدر ذلك كله حكمه و قضاءه لا سبيل لكم إلى ما خرج عن هذا الميدان و ما أنتم إلا بمنزلة الهباء في الهواء تصرفكم رياح الأقدار الإلهية.
و حيث كان أمركم هكذا فإني رجعت إلى الله بالتوكل عليه و الرضا بقضائه ، و الثبوت لمجاري أحكامه عليّ غير ملتفت إليكم في شيء مما تخوفونني به ، أو فيما تسعون إليه من هلاكي ، فإني متحقق أن الله تعالى إذا سلطكم عليّ نفذ حكمه بكم فيما أراده علي ، و لا حيلة لي و لا لكم في صرف ذلك ، و ما لم ينفذ به حكمه فيّ مما يجريه على أيديكم فلا سبيل لكم إليه.
إن ربي في هذا الحد على صراط مستقيم يُجري الأمور كلها على طبق مشيئته و حكمه في سابق علمه من أفعال المخيرين و أفعال الجمادات الذين لا اختيار لهم .
كل ذلك مستو عنده لا ينفلت من ذلك شيء عن حكمه و طبق مشيئته ، فلا يكون شيء إلا ما سبق في علمه و حكم به في مشيئته ، و ما سوى ذلك فمحض العدم . “
جواهر المعاني