بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
سيدي عبد الوهاب بنيس رضى الله عنه
البركة الأجل العارف الأكمل الولي الصالح السيد عبد الوهاب بنيس الضرير ، كان رحمه الله من خاصة أصحاب سيدنا رضي الله عنه الذين ظهر عليهم الفتح حتى قال فيه سيدنا رضي الله عنه :” أنت مني بمنزلة ابن أم مكتوم من النبي صلى الله عليه و سلم.“.
و كان رحمه الله تعالى شديد الحزم في أمور دينه مسارعا لاغتنام الخير بجد واجتهاد ، وهو و إن كان ضريرا فإنه كان يرى بعين الفؤاد ، وهو الذي سمع بتعزية الأرواح بعضهم بعضا في سيدنا رضي الله عنه و ذلك أنه كان يصلي الصبح ببعض المساجد القريبة من داره فبينما هو ذاهب إليه في طريقه إذ سمعهم يعزي بعضهم بعضا في الشيخ رضي الله عنه
.
قال:” … ذهبت لدار سيدنا رضي الله عنه فوجدت روحه الشريفة قد خرجت في تلك الساعة.”. و كان يقول سمعت سيدنا رضي الله عنه يقول : ” من اطلعتم عليه أنه حامل لتبغة بأنواعها وهو في الوظيفة فأخرجوه منها. “.
و أخبر الولي الصالح سيدي العربي بن السايح رضي الله عنه أن صاحب الترجمة قال له :” التقديم الذي عندي من قبل الشيخ مشروط فيه أن لا أعطي الورد لمن يستعمل هذه العفونات شما أو أكلا أو بخارا.” ، و حدث بذلك أيضا المقدم سيدي الطيب السفياني رضي الله عنه ، و ذكر أنه رأى تقديم صاحب الترجمة و من جملة ما فيه :” و لا يعطى هذا الورد لمن يستعمل القاذورات شما أو أكلا و شربا، و ذلك كاستعمال العشبة الخبيثة الحشيشة والتبغ و الأفيون ، بل يعطى لشارب خمر و لا يعطى لهم ، لأن شارب الخمر ترجى توبته بخلاف هؤلاء فإنهم في الغالب لا يتوبون عن تعاطيها .”.
و بلغ عن الشيخ العلامة سيدي إبراهيم الرياحي رضي الله عنه أنه كان يمنع مريد الدخول في هذه الطريقة من استعمال ما ذكِرَ .
وقد بلغ أيضا من طريق آخر أن المقدم البركة الشريف سيدي موسى بن معزوز كان إذا علم بأحد معه تبغة يقوم بنفسه و يخرجه من صف الوظيفة .
و كان سيدنا رضي الله عنه يقول :” التبغة حرام و الأصل في حرمتها قوله صلى الله عليه و سلم:” كل مفتر حرام .” وهي من المفترات .“
و أخبر سيدي الحاج عبد الوهاب بن الأحمر رحمه الله أن مملوكا لسيدنا رضي الله عنه حصل له مرض شديد و لما احتضر صار يتكلم بكلام متهور و لسانه لا يطاوعه على النطق بالشهادة إذا لقنوها له فصار الإخوان يطلبون اللطف مما رأوه منه ، وقال بعضهم لبعض:” كيف يقع هذا بخديم سيدنا رضي الله عنه و سيدنا على قيد الحياة ؟” ثم أنهم اجتمعوا بسيدنا رضي الله عنه و أخبروه بالقضية فقال لهم رضي الله عنه :”سلوا زوجته عما كان يفعل” فقالت:” إنه كان كذا و كذا ووصفته بأوصاف حسنة من الديانة و الحزم في طاعة ربه غير أنه كان يستعمل تبغة.” ، فقال لهم سيدنا رضي الله عنه :” من استعمال هذه العشبة الخبيثة أصيب، فاذهبوا إليه و قولوا له يتوب إلى الله. ” فلما ذهبوا إليه و قالوا له ذلك، تاب إلى الله تعالى و بمجرد توبته نطق بالشهادة و خرجت روحه رحمه الله تعالى.
و عليه فهي من الأمور التي لا ينبغي أن يغفل المقدمون على التنبيه عليها لمن وفقه الله تعالى من المريدين لكي يجتنبوها ، و كذلك كل مذموم شرعا أو عقلا أو عادة من خمر و دخان و حشيشة و أفيون .