السيد الحاج عبد الوهاب بن الأحمر رضى الله عنه

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي

ومنهم المقدم الذي حاز فى الولاية أرفع مقام والبركة الذي انتفع به الجم الغفير من الأنام الذي ما ذاق طعم المنام منذ فارق الشيخ رضي الله عنه إلى أن توفي. السيد عبد الوهاب بن التاودي المعروف بابن الأحمر.
 هذا السيد رحمه الله من خاصة أصحاب سيدنا رضي الله عنه الذين لازموه حضرا وسفرا حتى ظفروا بغاية الأماني بين السادة الفقراء، وهو أحد العشرة الذين ضمن لهم النبي صلى الله عليه وسلم الفتح الكبير كما أخبر بذلك سيدنا رضي الله عنه لما سئل عنهم حيث ذهبوا لقضاء أمر مهم أمرهم به رضي الله عنه وفعلوه ، فقيل له رضي الله عنه:” هل لهم في ذلك ثواب ؟ ” فقال رضي الله عنه : ” قد ضمن لهم النبي صلى الله عليه وسلم الفتح الأكبر.” .

وكان رحمه الله خزانة لأسرار سيدنا رضي الله عنه ، وخزانة  سر الخليفة المعظم سيدنا الحاج علي حرازم براده  رضي الله عنه وقد أمره سيدنا رضي الله عنه  بالسفر مع الخليفة الأعظم حين ذهب للحجاز فذهب معه ولازمه إلى أن توفي رضي الله عنه ببدر محل الفتح الأكبر لسيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حدود سنة 1218 هـ ودفنه صاحب الترجمة هناك ثم رجع إلى فاس وهو عنه راض .
 وكان رحمه الله ذا قلب سليم سالكا فى الدين على النهج القويم ، وكان يسارع في حلبات السبق للخيرات حتى بلغ غاية ما نوى، يحب الخير لكل أحد لسلامة صدره من داء الهوى، ومن جملة ما كان يوصي بفعله صلاة التسبيح ويقول: “وددت لو أن جميع الأصحاب يصلونها” .
وقد انفرد رحمه الله بمزايا خصصه بها سيدنا رضي الله عنه ، وله كرامات عديدة منها أنه كان كثيرا ما يرى النبي صلى الله عليه وسلم فى المنام.
فمن ذلك ما أخبربه بعض أقاربه حين سأله عما خص به من أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، ولما اجتمع في تلك الرؤيا بالنبي صلى الله عليه وسلم التفت صلى الله عليه وسلم للشيخين رضي الله عنهما وقال لهما :” أكتبا هذا فى ديوانكما ” وأشار لصاحب الترجمة. 
وهذه منقبة عظيمة لهذا السيد رضي الله عنه ، وفيها إشارة إلى قول سيدنا رضي الله عنه:” قال لي سيد الوجود صلى الله عليه وسلم:” أصحابك أصحابي وفقراؤك فقرائي“.”.
ومنها أنه كان يجلس فى الصف الأول من الزاوية المباركة قرب المحراب الشريف ، وكان كثيرا ما يذكر في ذلك الموضع بعد وفاة سيدنا رضي الله عنه فبينما هو يذكر يوما إذ رأى سيدنا رضي الله عنه خرج من قبره وأتى إليه وقال له: ” قم ” فقام معه وخطا به خطوتين أو ثلاث فإذا هو بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له سيدنا رضي الله عنه:” ها أنت ونبيك” فصار يقبل يديه صلى الله عليه وسلم ويبكي بين يديه ، ثم أفاق من غيبته فوجد نفسه جالسا بموضعه.
ومن كراماته الدالة على تصريفه التام أنه كان مع قافلة يحملون أمتعة سيدنا رضي الله عنه فبينما هم فى الطريق إذ خرج عليهم اللصوص ونهبوا جميع القافلة  فصار صاحب الترجمة يقول للصوص:” اتقوا الله يا أناس فإن القافلة لولي الله أحمد التجاني” , فقالوا له:” ما لنا وللتجاني ، لا نعرفه ولا نرجع عن فعلنا البتة إلا إذا تركتكم أرواحكم أو تركنا أرواحنا“، فبينما هم كذلك بعد أن ألقوا لهم السلاح وصاروا ينهبون الأمتعة إذ أحس اللصوص بثقل أعضائهم وضيق أرواحهم فى أشباحهم وخدرت جوارحهم حتى إنهم لا يقدرون على المشى وكأن الأرض تبتلعهم فصار اللصوص يصيحون, و ينادون :” يا أيها الناس اقبلوا علينا وخذوا أمتعتكم وخلصونا من هذه الورطة التى وقعنا فيها” ، فقال لهم صاحب الترجمة بعد أن أشرفوا على الهلاك :” قد قلنا لكم إن الأمتعة لسيدى أحمد التجاني والآن توبوا إلى الله من هذا الأمر الذي أنتم عليه وإلا حصل لكم الهلاك” ، فتابوا إلى الله  من ذلك الوقت وردوا لهم جميع ما أخذوه ،  ورافقوا القافلة حتى بلغوا إلى سيدنا رضي الله عنه وتبركوا به وأخذوا الطريقة المحمدية، ورجعوا إلى بلادهم تائبين متمسكين بحبل الرشاد بعد أن كانوا فى قبيلتهم مركز للفساد، وما ذلك إلا ببركة صاحب الترجمة وهمة سيدنا رضي الله عنه.

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي