سيدي الحاج على املاس رضى الله عنه

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي

ذو السر الواضح الولي الصالح و العارف الأكبر و القدوة الأشهر محب سيدنا و حبيبه و جليسه و أنيسه  أبو الحسن سيدنا الحاج علي املاس
 
هذا السيد رحمه الله من خاصة الخاصة المقربين عند سيدنا رضي الله عنه الملحوظين بعين المودة التامة في حضرته السعيدة و كان السر الخصوصي عند سيدنا رضي الله بحيث يناول  بنفسه بحسب النيابة عن سيدنا رضي الله عنه بمحضره و غيبته ما لا يناوله غيره و هو الذي كان يباشر العقاقير الكمياوية و استخراج أدهانها النافعة من الأضرار المعضلة

 و قد بلغني عنه أنه كان يوما في الزاوية المباركة يستخرج الدهن المعروف بدهن الآجر عن إذن سيدنا رضي الله عنه فبينما هو كذلك إذ وقف بباب الزاوية المباركة الولي الشهير و العارف الكبير ذو الأحوال العجيبة و الأفعال الغريبة الشريف المنيف سيدي الحفيد بن عدوا و دق الباب و صار ينادي صاحب الترجمة باسمه، فلما فتح له الباب  قال له أريد من فضل الله و من سيادتكم إن تزيتوا لي هذه الفتيلة من الدهن الذي تستقطره الآن فقال صاحب الترجمة له سيدي ما عندي إذن فيما تريد، فصار يلح عليه و يدعو له فقال له و الله لا أعطيك شيئا إلا عن إذن سيدنا رضي الله عنه فقال له استأذنه في ذلك و دفع له الفتيلة ، فذهب صاحب الترجمة إلى محل سيدنا رضي الله عنه ليخبره بذلك فوجده رضي الله عنه كأنه ينتظره فقال له يا سيدي إن المجذوب سيدي حفيد يطلب منا أن نزيت له الفتيلة فقال له سيدنا رضي الله عنه لا تفعل بل ردها إليه و إياك أن تجعل فيها شيئا من ذلك الدهن 
ثم إنه ردها عليه و قال له إن سيدنا الشيخ نهانا عن نزييتها لك فقال له بخاطره و ذهب لحال سبيله،  بعد ذلك سأل صاحب الترجمة سيدنا رضي الله عنه عن سبب الامتناع من تزييتها له فقال له لم يتسع معه الناس بلا تزييتها له فما بالك إذا زيتت، و في هذا إشارة إلى أن هذا السيد رضي الله عنه كان جلالي التصريف و أراد بذلك كمال التصريف فمنعه سيدنا رضي الله عنه.
و حدثني الفقيه العلامة سيدي عبد السلام بناني أن هذا السيد رضي الله عنه دخل يوما للزاوية المباركة و سيدنا رضي الله عنه فيها مع جماعة من أصحابه و صار يتوضأ فقيل لسيدنا رضي الله عنه إن هذا سيدي حفيد بن عدوا يتوضأ فالتفت إليه سيدنا رضي الله عنه فلما نظر إليه قال  لأصحابه الحاضرين معه رأيته يحضر في ديوان الأولياء و لكن لا أعرف إسمه.
و سبب فتحه انه كان كثير المدح للنبي صلى الله عليه و سلم بالملحون إلى أن أتاه النبي صلى الله عليه و سلم و أعطاه كأسا من حليب فشربه ففتح عليه و هو خارج عن حكم القطب فلا يتصرف فيه.
وبلغني عن بعض المفتوح عليهم من أصحاب هذا السيد رضي الله عنه أنه ادرك مقاما لا يدركه إلا ثلاثة أشخاص في كل ألف سنة و أنه لم ينل مقامه أحد منذ زمان ، و قد توفى رحمه الله في جمادى الأول عام خمسة و أربعين و مائتين و ألف و دفن خارج باب الفتوح

و اعلم أن سيدي الحاج املاس كان عند سيدنا رضي الله عنه في مكانة اتصال تام محفوفا بإجلال و إعظام و كان رضي الله عنه لا يخاطبه إلا بلفظ السيادة.
 ومما وقع له مع سيدنا رضي الله عنه ما حدثني به بعض أحفاده انه دخل على سيدنا رضي الله عنه وعنده الحلاق و رأى عمامة سيدنا رضي الله عنه فوق الأرض فأخذها و جعلها فوق رأسه ليتبرك بها فبمجرد أن جعلها عليه أحس بخروج عينيه من موضعها من فرط ما حملته من السر للمسها لرأس سيدنا رضي الله عنه، ثم أنه جعل يديه عليها و صار يصيح فرآه سيدنا رضي الله عنه فقال له ما حملك على هذا و نزعها عن رأسه و صار يطلب له من الله اللطف لئلا تتلف عيناه من فرط التجلي الذي حصل له بسبب ذلك و بقى مريضا مدة إلى أن شفاه الله تعالى

 و طلب في بعض الأيام من سيدنا رضي الله عنه أن يدعو لأحد أولاده فصار سيدنا رضي الله عنه يمسح على رأس ذلك الولد بيده الشريفة و يقول منا و إلينا هو و أولاده و من تنسل منهم إلى يوم القيامة و هو من أصحاب سيدنا رضي الله عنه الأقدمين و كان سيدنا رضي الله عنه يسلم عليه بالخصوص إذا كتب إلى فقراء فاس كما يخص في غالب مكاتباته رضي الله عنه أولاده بالسلام عليهم و الدعاء لهم و هم السيد محمد و السيد احمد و السيد محمد فتحا و السيد عبد السلام و السيد عبد الرحمن و كلهم من أفاضل أصحاب سيدنا رضي الله عنه مجبولون على محبته قد سرى حبه فيهم سريان الروح في الجسد رحم الله الجميع. 

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي