الذكر في جماعة ، جهرا

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي

مجلس الذكر من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى وله من الفضائل ما لا يعلمه إلا الله تعالى . ويشكل أصلا من الأصول المعتمدة للارتقاء الروحي و للوصول إلى الله تعالى. 
  
قال تعالى :  [ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من  أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا… ]   الكهف ، آية   28 
أخرج الإمام أحمد في الزهد  ، عن ثابت قال :” كان سلمان في عصابة يذكرون الله، فمرَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكفوا، فقال :”ما كنتم تقولون؟  قلنا:” نذكر الله.” قال :” إني رأيت الرحمة تنزل عليكم ؛ فأحببت أن أشارككم فيها “، ثم قال : ” الحمد لله الذي جعل في أمتي من أُمرت أن أصبر نفسي معهم.” .” 
قال النبي صلى الله عليه وسلم:” لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إليّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة العصر حتى تغرب الشمس أحب إليّ من أن أعتق أربعة من ولدإسماعيل.” 
 أخرجه أبو داود

وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: ” لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده.”
 أخرجه مسلم والترمذي

وقال أيضا صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى:” أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إليَّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.”
 أخرجه الشيخان والترمذي

: و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إن لله ملائكة  يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا: “هلمّوا إلى حاجتكم “، قال: “فيحفّونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا”، قال:” فيسألهم ربهم تعالى وهو أعلم بهم: “ما يقول عبادي؟” قال: يقولون:” يسبّحونك ويكبّرونك ويحمدونك ويمجدّونك” .  قال: فيقول: “هل رأوني؟ ” قال: فيقولون: “لا والله ما رأوك”، قال : فيقول:” كيف لو رأوني ؟”، قال: “يقولون:” لو رأوك كانوا أشدّ لك عبادة، وأشد لك تحميداً وتمجيداً، وأكثر لك تسبيحاً”.”، قال:” فيقول:” ما يسألوني؟” قال: يقولون: ” يسألونك الجنة”، قال:” يقول: “هل رأوها؟” ، قال:” فيقولون:”لا  والله يا رب ما رأوها”، قال: :”يقول:” فكيف لو أنهم رأوها ؟ ” ، قال :   يقولون :” لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا و أشد لها طلبا وأعظم  فيها رغبة ؟” ، قال : فيقول:” فمم يتعوذون ؟”  قال:  يقولون:” من النار”, قال: يقول:” وهل رأوها؟” قال: فيقولون:” لا و الله يا رب ما رأوها .” ، يقول:” فكيف لو رأوها؟” قال: يقولون:” لو رأوها كانوا أشد منها فراراً،وأشد لها مخافة”، قال: فيقول:” فأشهدكم أني قد غفرت لهم.” قال: يقول ملك من الملائكة:” فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجة.”، قال: ” هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم.” 
. رواه البخاري

:    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

يقول الله عز وجل يوم القيامة:” سَيعْلَمُ أهلُ الجمعِ مَنْ أهْلُ الكرَم.”، فقيل:” ومَنْ أهلُ الكرم يا رسول الله؟” قال:” أهل مجالس الذكر في المساجد.”

رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي وغيره 

” : عن أبي سعد الخدري رضي الله عنه قال
خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ:” مَا أَجْلَسَكُمْ؟” قَالُوا:” جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ”، قَالَ:” آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَاكَ؟” قَالُوا:” وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَاكَ .”، قَالَ:” أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:” مَا أَجْلَسَكُمْ؟” قَالُوا:” جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِ سلامِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا.”، قَالَ:” آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ؟” قَالُوا:” وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَاكَ”، قَالَ:” أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلائِكة.” 
رواه مسلم 
وروى أحمد والطبراني عن عبدالله بن عمرو قال الهيثمي في مجمع الزوائد وإسناد أحمد حسن 
قال: قلت:” يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر؟” قال:” غنيمة مجالس الذكر الجنة.” 

وروى ابن أبي الدنيا والبزار وأبو يعلى والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الدعوات عن جابر قال:” 
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:” يا أيها الناس إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر، فارتعوا في رياض الجنة.” قالوا:” وأين رياض الجنة؟” قال: “مجالس الذكر، فاغدوا وروحوا في ذكر الله وذكروه أنفسكم، من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر الله كيف منزلة الله عنده، فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه.”.”

وأخرج الطبراني في الكبير بإسناد حسن عن عمرو بن عبسة
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغشي بياض وجوهم نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله. قيل:” يا رسول الله من هم؟” قال:” هم جماع من نوازع القبائل، يجتمعون على ذكر الله تعالى فينتقون أطايب الكلام، كما ينتقي آكل التمر أطايبه.”.” 

وأخرج الطبراني بإسناد حسن عن أبي الدرداء قال: 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس، ليسوا بأنبياء ولا شهداء.”.
 فقال أعرابي:” يا رسول الله صفهم لنا نعرفهم ؟ “
 قال:” هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى، يجتمعون على ذكر الله يذكرون .” 

وأخرج أحمد بإسناد حسن عن أنس قال: 
كان عبدالله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” تعال نؤمن بربنا ساعة.” فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل.
 فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:” يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة ؟” فقال النبي صلى الله عليه وسلم :” يرحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة.”. 

وأخرج أحمد والبزار وأبو يعلى والطبراني عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 
“ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم، قد بدلت سيئاتكم حسنات.” 
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” 
” إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا.”
قالوا :” وما رياض الجنة ؟”
 قال:” حلق الذكر.”

 

أخرج الشيخان عن ابن عباس قال : إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال ابن عباس :” كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته.”  
أخــرج أحمـــد، وأبو داود، والترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجه، عن السائب أن رسول الله صلى الله عليه  وسلم قال : “جاءني جبريل فقال:” مُرْ أصحابك يرفعوا أصواتهم بالتكبير.” 
  

أخرج البيهقيُّ، عن زيد بن أسلم قال: قال ابنُ الأدرع : انطَلَقْتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ليلة، فمرَّ برجُل في المسجد يرفع صوته، قلت :” يا رسول الله، عسى أن يكون هذا مرائيا .”، قال : “لا، ولكنَّه أواه.”   

وأخرج البيهقيُّ، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجُل يقال له ذو البجادين :” إنَّه أوَّاه.”، وذلك أنَّه كان يذكر الله 

وأخرج البيهقيُّ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أنَّ رجلاً كان يرفع صوته بالذكر، فقال رجلٌ :” لو أنَّ هذا خَفَضَ من صوته.”، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: “دَعْهُ فإنَّه أوَّاه.” 
 
أخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن أبي الجوزاء رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :” أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون إنكم مُرَاءُون .” مُرْسَل 

ووجه الدلالة من هذا والذي قبله أنَّ هذا إنما يقال عند الجهر دون الإسرار 

فإذا تأملت في هذه الأحاديث عرفت من مجموعها أنه لا كراهة البتة في الجهر بالذكر، بل فيها ما يدل على استحبابه، إما صريحاً أو التزاماً. 

وأما معارضته بحديث ” خير الذكر الخفي ” فهو نظير معارضة أحاديث الجهر بالقرآن بحديث: “المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة “.
 وقد جمع النووي بينهما بأن الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى به مصلون أو نيام، والجهر أفضل في غير ذلك، لأن العمل فيه أكثر، ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين، ولأنه يوقظ قلب القارئ، ويجمع همه إلى الفكر، ويصرف سمعه إليه، ويطرد النوم، ويزيد في النشاط. .

وقال بعضهم : “يستحب الجهر ببعض القراءة والإسرار ببعضها، لأن المسر قد يمل فيأنس بالجهر، والجاهر قد يكل فيستريح بالإسرار .” انتهى

و بهذا  يحصل الجمع بين الأحاديث. 

 فإن قلت : فقد نقل عن ابن مسعود أنه رأى قوماً يهللون برفع الصوت في المسجد، فقال :” ما أراكم إلا مبتدعين، حتى أخرجهم من المسجد.” .

قلت: هذا الأثر عن ابن مسعود يحتاج إلى بيان سنده، ومن أخرجه من الأئمة الحفاظ في كتبهم، وعلى تقدير ثبوته فهو معارض بالأحاديث الكثيرة الثابتة المتقدمة، وهي مقدمة عليه عند التعارض.
ثم رأيت ما يقتضي إنكار ذلك عن ابن مسعود، قال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد : ثنا حسين بن محمد، ثنا المسعودي، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل قال : “هؤلاء الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر، ما جالست عبد الله مجلسًا قط إلا ذكر الله فيه.” 

وأخرج أحمد في الزهد، عن ثابت البناني قال :” إن أهل ذكر الله ليجلسون إلى ذكر الله وإن عليهم من الآثام أمثال الجبال، وإنهم ليقومون من ذكر الله تعالى ما عليهم منها شيء.”

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي