سيدي محمود التونسي رضى الله عنه

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي

هو  الولي الكامل و العارف الواصل ذو الفتح الكبير و الفضل الشهير سيدي محمود التونسي رضي الله عنه ، من خاصة الخاصة من أصحاب سيدنا رضي الله عنه   المقربين إليه و الملحوظين بعين العناية لديه. وهو  من المشهود لهم  بالولاية و الفتح الأكبر.
كان شديد المحبة في جناب سيدنا رضي الله عنه ، مع شدة إعتنائه بالإمتثال إلى أمره رضي الله عنه .

و قد حدث المقدم البركة سيدي الطيب سفياني أن صاحب الترجمة كانت له دنيا واسعة ، و لما سمع بسيدنا رضي الله عنه في بعض البلدان التي كان فيها نازلاً قصده و اجتمع به رضي الله عنه . 
فطلب منه الدعاء فدعا له ، ثم سأله أن يعلمه علم الكيميا . ولما سمع منه سيدنا رضي الله عنه ذلك زجره، و قال له: أخرج من هذا البلد الساعة و إيّاك و المبيت به ،  و إلا يحل بك كذا ! و كذا!”  
فقام و هو يعثر في ذيل الخجل و خرج إمتثالا لأمره .

و في الغد رجع إليه ،  و صار يتملق بين يديه ، و تبرأ من جميع ما يملك ، و طرح نفسه بين يديه كالميت بين يدي غاسله ، فحينئذ أقبل عليه سيدنا رضي الله عنه و لقنه الطريقة المحمدية .  

أخبر  بعض الخاصة من أصحاب سيدنا رضي الله عنه إنّ صاحب الترجمة يعد من ورثة بعض أسرار الشيخ رضي الله عنه وقد نزل به عند وفاة الشيخ رضي الله عنه حال عظيم ، أثار في ذاته حرارة خارقة للعادة. كانوا يرون أن ذلك من جراء ما يحمله من الأسرار. و بقي على تلك الحالة إلى أن لحق بالشيخ رضي الله عنه بنحو شهر و ثمانية عشر  يوم.

 

و كان ممن شهد له الشيخ رضي الله عنه بالأمانة، و ذلك في قضية قال فيها رضي الله عنه:” كل من تصرف لي في شيء من المال ظهرت عليه خيانة أو ريبة إلا سيدي محمود..

وكان ذلك من الشيخ رضي الله عنه في معرض تحذير المريد من خيانة شيخه إذ أنه من أعظم الذنوب .
  
و كانت وفاته في اليوم الخامس من ذي الحجة  سنة ثلاثين و مائتين و ألف . ودفن بمقبرة باب الفتوح ؛ أحد أبواب فاس و هي معروفة و قبره معروف يتبرك به . 

وهذا نص رسالة بعثها سيدنا رضي الله عنه لصاحب الترجمة رضي الله عنه :” 
 

  بسم الله الرحمن الرحيم
    و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً.

بعد حمد الله جل جلاله  و عز كبرياؤه و تعالى عزه و تقدس حمده و كرمه .

يصل الكتاب إلى يد حبيبنا و صفينا سيدي محمود التونسي.  

السلام عليك و رحمة الله و بركاته و بعد  

فاسمع جواب ما سألت عنه من السؤالات:

أما الوظيفة: فأحذرك تحذيراً شديداً من تركها و تاركها من أصحابنا يفوته خير عظيم لا ينجبر له فوات ذلك الخير أصلاً ، إلا أنك إن وجدت ذكرها مع الفقراء فهو أفضل و أعلا .
 و إن لم تجد الفقراء فاذكرها وحدك و لا تتركها حتى يوماً. 
و اذكرها مرة بين الليل والنهار، و من وجد ذكرها مع الفقراء و ذكرها وحده أخطأ الصواب. 

و أما ما سألت عنه من أمر الشفع و الوتر: إن لم يفق النائم مثلاً حتى طلعت الشمس ترك الشفع و الوتر و الفجر و صلى الفرض فقط ، ثم يصلي صلاة الفجر قبل الزوال ، و أما الشفع و الوتر إذا طلعت الشمس فقد فاتا و لم تمكن إعادتهما  و تداركهما . 

و تدارك الصلاة المعلقة بين السماء و الأرض لأجل تركهما يكون بصلاة النافلة أربع ركعات يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة و هي الركعات المعدة لكل فائت من الفرض و النفل من أول العمر إلى اليوم الذي صلى فيه الركعات الأربع يوم الجمعة فذلك كفارة الجميع ، و الركعات مشهورة فلا نطيل بكتابتها. 

و أما المريض: إذا حصل له غيبة العقل بغير نوم كإغماء أو غيره… فكلما مضى من الصلاة حتى خرج وقتها في حال غيبة العقل بغير نوم فلا  قضاء عليه ،أي المريض، بعد الإفاقة ؛ لا فرضاً ،و لا نفلاً، و لا يقضي إلا ما تركه و معه طرف من عقله فرضا،ً لا نفلاً ؛ إلا ما أدركه وقته من النافلة بعد غيبة عقله فيصليه و السلام . 

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً. ” 

 

وقد نص سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه في موضع آخر أنه لا بد من قضاء الفرائض.  
و على هذا فهذه الركعات كفارة للفوائت ، و الكفارة غير القضاء ، و الفرض لا تبرأ الذمة إلا بقضائه. 

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي