سيدي محمد بن العربي التازي الدمراوي

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي

هو الولي الكبير والعارف الشهير ذو الكرامات الظاهرة والمناقب الفاخرة،من تطهر من كدرات النفس بالتخلق بالأخلاق السنية، وتحلى بحلى المعارف القدسية، المشهور بالولاية العظمى،الشريف الجليل أبو عبد الله سيدي محمد بن العربي التازي دارا الدمراوي أصلا.
هذا السيد الجليل من أكبر خاصة الخاصة من أصحاب سيدنا رضي الله عنه .وقد كان واسطة بين سيدنا رضي الله عنه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ،فيما لايقدر أن يطلبه منه مشافهة لشدة الحياء، كما هي عادة الأفراد المحمديين في كونهم يستعملون وسائط بينهم وبينه صلى الله عليه وسلم في طلب مايريدونه منه ولا يقدرون أن يخاطبوه من شدة حيائهم منه  صلى الله عليه وسلم ،واستغراقهم في محاسنه عند الاجتماع به ونسيان أنفسهم وجميع مطالبهم بين يديه صلى الله عليه وسلم. 
لقد كان سيدي محمد بن العربي رضي الله عنه مع صغر سنه، كثير الاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة. ويروي سيدي أحمد العبدلاوي رضي الله عنه،بأن سيدي محمد بن العربي رضي الله عنه كان قد اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم أربعا وعشرين مرة في يوم.وقد وصى عليه النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا رضي الله عنه،فكان معتنيا به غاية الاعتناء. 
خلال الفترة التي قضاها سيدي أحمد التجاني بابي سمغون،كثيرا ماسا فر إلى تازة ،بقصد ملاقاة صاحبه وتلميذه،العارف الأكبر سيدي محمد بن العربي،لأنه كان في ذلك الوقت من أكبر أصحابه وخاصته من أحبابه.
كان لسيدنا رضي الله عنه مزيد اعتناء بشأنه، وفقا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم، فكان رضي الله عنه يزوره في حياته وبعد مماته في قبره.وهذه الوصية لم يذكرها صاحب كتاب الجواهر، وهي مما ثبت بالتواتر عن الشيخ رضي الله عنه.

قال سيدنا أحمد التجاني :” أوصاني صلى الله عليه وسلم على سيدي محمد بن العربي وقال لي له حق علي” 
وقال في الإفادة بأنه شريف من أدمر بناحية تازة. له مناقب عديدة ويكفي أن النبي صلى الله عليه وسلم صرح له بأنه يحبه. وبأنه كان الواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وسيدنا رضي الله عنه بإذن منه صلى الله عليه وسلم.
لما توفي رحمه الله، جعل سيدنا رضي الله عنه مكانه الخليفة الأعظم سيدنا الحاج علي حرازم رضي الله عنه، بأمر منه صلى الله عليه وسلم أيضا.
سيدي محمد بن العربي شريف من الشرفاء الطاهرين ، وقد توفي مقتولا،ذلك أنه لما استوطن بعين ماضي وظهرت له مناقب شتى ، حتى صارت نساء الوطن كله يتحدثن بها، ويعيرن رجالهن به ، حصل من الحسد لبعض أعدائه أن أغروا عليه من يقتله ، وكان كثيرا مايتردد إليه قاتله قبل ذلك ويسأل منه الدعاء ، فيزجره ويقول له :”اذهب عني يافاعل ابن الفاعل،إن الأعداء سيواجرونك على قتلي “.
فكان كما ذكر رحمه الله، فأتاه يوما على حين غفلة وضربه برصاصة خر بها إلى الأرض وكان أمر الله قدرا مقدورا، وكان رحمه الله عازما على أن يتصرف في أهل عين ماضي، لأجل ما يعلم من فعل أعدائه به بطريق المكاشفة.
فلما توفي رحمه الله،أراد أحد  الأولياء المعاصرين له القاطنين بتونس والذي لم يكن ينتسب  لطريقة التجانية، أن يأخذ ثأره منهم،فكتب له سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه كتابا يحذره فيه من التعرض لهذا الأمر وإلا يسلبه،وأرسله له مع جماعة من أصحابه منهم العلامة سيدي بن المشري رحمه الله،فلم يسعه إلا امتثال الأمر بإلقاء السلاح.وقد أخذ الله أعداءه المتسببين في قتله مع قاتله أخذا وبيلا.حفظنا الله من الوقوع في سادتنا الأولياء المؤدي إلى الخسران المبين.  
وكان صاحب الترجمة رضي الله عنه،أعجوبة الزمان فيما يبديه من الأسرار والعرفان،وكان يتلقى من النبي صلى الله عليه وسلم في المنام واليقظة مايدهش العقول ولا يدركه إلا أكابر الفحول. 
في أحد الأيام رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يعلمه بعض الأبيات ، فلما استيقظ وجدها في فيه يذكرها فحفظها،فبعد ذلك لقي سيد الوجود صلى الله عليه وسلم يقظة-وكان يلاقيه كثيرا-فسأله عن معنى الأبيات وطلب منه شرحها،فأجابه لذلك مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم،وصرح له بالقول لولا محبتك في التجاني ما رأيتني قط .وقال له أعط شرح هذه الأبيات للتجاني.
ومن جملة الأسرار التي أجراها المولى جل جلاله على لسان صاحب الترجمة،الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم المرتبة على حروف المعجم،المسماة بياقوتة المحتاج في الصلاة على صاحب المعراج صلى الله عليه وسلم.وذلك بإذن منه صلى الله عليه وسلم،وقال له فيما معناه أمر المؤمنين بقراءتها والحث عليها فإنها ينتفع بها إن شاء الله تعالى.
سيدي محمد بن العربي رضي الله عنه،كان قبل أخذه لطريقة التجانية، ينتسب لطريقة بل بن عزوز،الذي قال فيه سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه،قال لي سيد الوجود صلى الله عليه وسلم: “بل بن عزوزشيطان هذه الأمة”  
ولما تلاقى مع سيدنا رضي الله عنه،طلب منه الإذن في طريقته لما شاهده من كرامات  سيدنا رضي الله عنه،فقربه سيدنا رضي الله عنه لما تقدم من وصية سيد الوجود صلى الله عليه وسلم.
ومما يروى عن صاحب الترجمة رضي الله عنه،أن سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه،بعث إليه بالقدوم بين يديه،وأرسل إليه صاحبه سيدي الحاج المسقم فجاء إليه بفرس لبعض أصحابه ليحمله عليها،فوجده بتازة فأخبره بما أمره سيدنا رضي الله عنه،فقام في الحين لأداء هذا الواجب
 فبينما هو في طريق السفر إذ ماتت الفرس،فأمر سيدي العربي روحانيا أن يدخل فيها ليبلغه لأبي سمغون فسار به.ثم قال له مرافقه :”ياسيدي إن هذه الفرس قد أضرتني برائحتها” .
فأمره بالإسراع في المشي،فبمجرد الوصول ونزوله عن الفرس سقطت الدابة إلى الأرض وخرج الدود منها.ثم تلاقى مع الشيخ رضي الله عنه وتكلم معه في سر من الأسرار.
ومن جملة كراماته أيضا،أن زوجته بعين ماضي اشتهت عليه عسلا في بعض الأيام ولم يكن الوقت وقت عسل ،وكان من عادته معها أن لايخسر لها خاطرا،فطلب منها المسامحة فأبت ثم قال لها :”أخرجي لصحن الدار فإن شيخنا التجاني رضي الله عنه بعثها إليك.” فخرجت فوجدت هناك جلودا ممتلئة بالعسل.وكانت تباهي بزوجها على نساء الحي، حتى إنهن  يغرن منها،مما كان سببا لقتله رحمه الله تعالى كما تقدمت الإشارة إلى ذلك.
ويحكي ابن سيدنا رضي الله عنه، بأن في بعض الأيام إذا احتاج الزرع إلى الماء يأتي السحاب ويسقي زرع سيدي العربي،وما حوله لايسقيه.وهذا من عجيب كرامات سادتنا الأولياء رضي الله عنهم. 
سيدي العربي الدمراوي كانت لديه مشاكل مع بعض كبراء القبائل، فاتفقوا على محاربة كل من منعهم من البطش به،وطلبوا من أهل عين ماضي أن يسلموه لهم وإلا هدموا عليهم أماكنهم.
مما دفع أهل عين ماضي، أن طلبوا من سيدي العربي الذهاب إلى أولائك القوم لملاقاة ماقدره الله عليه،فلم يرفع رأسه إليهم بل صار يخط بيده على الأرض شيئا كالكتابة، ثم أخد كاغدا صغيرا ورسم عليه حروفا وقسمه قسمين ورمى بها ناحية القوم الذين طلبوه،فطارا في الهواء ثم التقيا وقال لاتزال هكذا إلى يوم القيامة،فاتفق من قدر الله أن تخاصم أولائك القوم في ذلك الوقت فيما بينهم وتضاربوا وتشتت كلمتهم،واستمرت عداوتهم.
قال سيدي أحمد العبدلاوي بأن سيدي محمد العربي الدمراوي من شدة الفتح الذي حصل له،طمع في الوصول إلى المرتبة التي رآها لسيدنا رضي الله عنه،وقد كتب لسيدنا رضي الله عنه بأنه رأى مقاما بين النبوءة والقطبانية وأنه غير موروث،وإنما هو لواحد من هذه الأمة،وأخبره بأنه كان يطمع فيه لنفسه ثم تذكره وخاف على نفسه من السلب إذا طلبه من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن له،ثم أخبر أنه لشيخ رضي الله عنه.
فسارع إلى إخبار سيدنا رضي الله عنه،وطلب منه أن يجعل له جزاء بشارته ثواب ذكر عشر مرات من الاسم الأعظم،وذكر عشر مرات من ثواب الفاتح لما أغلق،وعشر مرات من ثواب مفتاح القطبانية.وذكر أن الله عز وجل بسط لسان سيدنا في الذكر إلى غاية لم يصلها غيره،وجعل ثواب كل مرة من ذكره ما لو ذكر هو وأولاده وأجداده وأجدادهم مدة سبعين سنة،لم يصلوا ثواب مرة واحدة من لسان سيدنا رضي الله عنه.
ومن  بين القصص التي رددت على ألسن الثقات،هذه القصة التي تحكي بأن جماعة أتت لزيارة سيدي العربي الدمراوي رضي الله عنه.ومنهم سيدي محمد بن المشري والعارف بالله سيدنا الحاج علي التماسيني.فسألوه السؤال التالي:”هل البهائم عند موتها تدخل الجنة؟”
وقال:”يظنوني عاقل مع أنني أحمق.لكن من أحبني على حمقي يدخل الجنة ومن أبغضني يدخل النار.” قال:” فتحيرت في سؤالهم ولم أعرف الإجابة حتى اجتمعت بالنبي صلى الله عليه وسلم وسألته عن ذلك.”
فأخبرني بأن منها من يدخل الجنة، وهي بهائم الأنبياء والرسل والأولياء والبهائم التي تموت في الجهاد والتي يحج عليها ونحو ذلك مما يقتل في سبيل الله.وتلك الجنة غير جنة العقلاء ولا بناء فيها، وهي مملوءة بالنبات الذي تشتهيه وتحبه تلك البهائم.
سيدي محمد بن العربي رضي الله عنه توفي في عين ماضي (الجزائر) وعمره 28 سنة.ولم يخلف سوى ابنتين.توفي بشهيرات قبل أن يرتحل سيدنا رضي الله عنه إلى فاس.وقبره في عين ماضي مشهور يقصد للزيارة والتبرك

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي